إيران ثالثة القطب الجديد الصاعد / بحث مفصل للكاتبة الإعلامية / فاطمة جيرودية / سوريا
الأصدقاء الأحبة أضع بين أيديكم هذا البحث الذي يجمع إليه عناوين كثيرة وعدتكم بتقديم قراءة لها ..
وقد أتممتُ إنجازه على مكابداتٍ صحية وتحذيراتٍ طبية مشدّدة .. غير أن ميثاقاً بيننا وبين أوطاننا يحدونا أن ننجز كلّ ماعلينا ولوكانت أرواحُنا دون ذلك ..."تقبّلي يابلادَنا الأبية"!
لمن يهمه الاطلاع
إيران ثالثة القطب الجديد الصاعد
وشمشون الأحادي بين عقدة العظمة ومتلازمة القزامة!!
وحول "الردّ" على "الردّ"..
في أيِّ الوَحْلَيْن يسقُطُ الكيان؟!!.
ردُّ إيران وسابع شهور الطوفان:
جديرة هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تفتتح المرحلة الجديدة في الطوفان، و أهل هي عملية الوعد الصادق كي تصوغ عنوان "إيران ثالثة القطب الجديد الصاعد" وهو ما عبَّر عنه ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني بقولِه "روسيا وإيران والصين تعمل معاً على تقويض الديمقراطية في العالم وتغيير النظامِ العالمي"، و ما اعترف به رأس الحلف المعادي الرئيس الأمريكي جو بايدن عندما قال قبل أيام "إيران وروسيا والصين" هم في الحقيقة محور الشر في العالم!.
وبعيدا عن أن علامات الخرف قد تبددت فجأة عن شخصية الرئيس الأمريكي مؤخرا فإن هذا التصريح يأتي في سياق الاعتراف الصريح بعالمية إيران في الصراع الذي يدور اليوم قبيل ولادة عالم جديد.
فالأمريكي أخيرا مضطر إلى أن يقول "إيران وروسيا والصين" وأن يعبر عنهم معا أنهم محور وله أن يصف هذا المحور بما شاء ، فطبيعي أنه لن يتغزل بمن أذلّ شمشون َترساناته العسكرية وبمن أطاح بملحمة قدراتها التكنولوجية وعرّى حقيقتها في مقابل القدرة التكنولوجية الإيرانية من خلال "بروفا" الوعد الصادق!.
وبعيداً عن تخبطات روايات قادة حلف العدو وتصريحاتهم التي تلت عملية "الوعد الصادق" مباشرة بين من حاول احتواء فشل الأسلحة الصهيوأمريكية ومنظوماتها الدفاعية من خلال تصغيرِ وتسطيحِ ما وقع فوق رؤوس الكيان وداعميه يوم الرابع عشر من نيسان، وهو مافعله هاليفي رئيس الأركان في حكومة العدو الذي قال :"إيران حاولت استهداف قدرات استراتيجية لإسرائيل، فقمنا بالاستعداد خلال عملية الدرع الحديدي، وهذا الاستعداد جعل إيران تواجه تفوّقا جويا إسرائيليا".
وبين من أفاق من هذيان الهزيمة المدوية فاعترف مرغماً بالهزيمة ومضطرا ًلتقزيم أكتاف هرتسي هاليفي التي عرّضها كثيرا ًفي استعراضه البياني السابق.. فالحال لا يحتمل الاستمرار بالرد البياني على ما وقع للكيان وداعميه، وهو وفق تصريح مدير عام الصناعة الجوية في الكيان الصهيوني "بوعاز ليفي" : "... كان مهولًا ومعقدًا ومن الصعب مواجهته".
ويضيف تأكيدا ًعلى حجم الفشل والخطورة التي تستقرئها وتقر ُّبها إسرائيل "السيناريو الذي واجهته في ليلة واحدة منظومات الدفاع كان سيناريو ثقيلًا، ليس سهلًا أبدًا وأعتقد بأنه ليس هناك أي دولة في العالم يمكنها أن تصمد في وجه حالات متداخلة من هذا النوع".
ركزوا على قوله "ليس بمقدور أي دولة في العالم أن تصمد في وجه حالات متداخلة من هذا النوع".
والعالم كله يعرف أن من وقف للتصدي لهذه "الحالة المتداخلة" هو الكيان مع داعميه وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وبعض أعوانه!!.
إذن.. شهد العالم كلّه حجّ الصواريخ الإيرانية التي طافت في حرمات القدس قبل أن ترجم القواعد المستهدفة للكيان بسبعاتٍ ملبيّات صائبات!!.
وشهد العالم كله أهم عمل "مسرحيّ" ينال من حماقة العدو فيوقع به في المصيدة، وملحمي ينال من طاغوته بنيرانٍ مؤصدة!!.
وشهد العالم كله كيف أن عنق منظومات الدفاع التكنولوجية لدى العدو قصيرة قاصرة لم تتمكن من اصطياد مسيرة إيرانية واحدة سالمة من بين مئاتٍ بطيئات تم الإعلان من قبل الجمهورية العزيزة عن عددهن ووقت انطلاقهن وموعد وصلوهن في رسالة تحدّ عالية السقف عنوانها.
"اصطادوا واحدة سالمة إن استطعتم" كما فعلت إيران مع مسيرة أمريكيةٍ في أفغانستان ،بل وللتذكير كما فعلت المقاومة الفلسطينية مع مسيرات إسرائيلية داخل الأراضي المحتلة خلال الطوفان، وقد كنا نقول هذه الفيديوهات الحربية تعني الكثير!!!.
وتجاوزاً لاستعراضٍ طويل لسياقاتٍ مضت وحُقّت واستُحِقَّت، فإن قراءةً في طبيعة ما آلت إليه الأمور بعد وصول سيزيف المحور إلى تجسيد جدوى المقاومة لا عبثيتِها، وهي الجدوى التي جعلتنا نرى بأم العيون كيف يُرغم أنف الصهيوني بالسلاح وكيف يساق مغلغلا ًمزنّراً بجبهات الجهاد والرباط إلى حتفه، الأمر الذي ما كان ليتحقق إلا بالعمل المضني والانطلاق من عوامل موضوعية تتعلق بقراءة الواقع كما هو أولاً والاستعداد لهذه المواجهة كما يجب ثانياً.
ولذا فإن من الوفاء لهذه العقيدة العملية التي اعتضد بها محور المقاومة أن نلتزم ذاتَ السلوك في القراءة والتحليل وأن نلاحظَ ونقرأ بموضوعية _وبعيدا عن الهزليات الإعلامية الاستخبارية له_ أن العدو حقيقة ولأول مرة منذ بداية ملحمة طوفان الأقصى يستجمع ويستدعي ويستنفر كل الجهود لكي يكون ردّه موازياً لما وقع له من هزائم!.
فما هي استدلالات ذلك؟!.
الانتقال من عبثية الوحشية الآنية إلى استراتيجية الإجرام!.
إن ما يلفت في سلوك العدو في هذه المرحلة أنه تمكّن من الخروج من دائرة الغضب الوحشي التي لم تجعله يحصد سوى الخسارات المتتالية طوال ستة شهور من الإبادة الجماعية التي تفوق بها على نفسه في جرائميَّتِها ووحشيتها والتي أورثته فقداً لسرديته المضلِّلة في العالم وانشقاقاً حول دعمه طال حتى البيوت الدبلوماسية الغربية والتي شهدنا فيها تقديم استقالاتٍ حتى في أمريكا الراعي الأول لدولة الكيان الصهيوني والتي استقال غيرُ واحد فيها من وزارة الخارجية ونالَ من زيفِ عقيدتِها العسكرية بصورةٍ جسدت أعظمَ صور الافتداء للحقيقة وهي التضحية بالروح كما فعل الشهيد آرون صارخاً بحق فلسطين وفاضحاً الكيان ومن يدعمه ومسجلاً اعتراضاً لا يعلو عليه صوت ولا يتفوق عليه مشهد بإزهاقه روحه في سبيل ذلك ، وليسَ آخرَها ما يشهده الشارعُ الغربيُّ عموماً من حراكٍ مناهضٍ لهذه السياساتِ ومناصرٍ للقضيةِ الفلسطينيةِ ارتفعَ من الجماهيريِّ إلى المؤسساتيِّ النخبويُّ بل إلى عصبِ الحياةِ النخبويةِ وهو الجامعات والذي تسِّجلُ فيه جامعة كولومبيا تطوراً مدهشاً في العمل وصلَ إلى حدِّ أن يكونَ جبهةً مفاوضةٍ عن حقِّ فلسطين تطلبُ انفكاكَ التعاونِ مع الكيان كصيغةٍ أولى للدعم لم تقبلِ التراجعَ حتى أمام أفظعِ مشاهدِ الاعتقالاتِ التي نالت من بعضِ الكادرِ الأكاديميِّ والطلابيِّ وهي ماتزال تعتصمُ غيرَ آبهةٍ بكل التهديداتِ التي تلقّتها أمامَ مجدِ أن تسجِّلَ موقفاً حراً مع أبينِ قضيةٍ إنسانيةٍ حرة شهدها العصر الحديث!.
ولا يخفى على أحد أن نازيةَ الكيان التي افتُضحت أمام العالمِ أجمع قد تسببت بتجميدٍ ولو خجول لمسار تسوياته في المنطقة.
وهذه واحدةٌ موجِعةٌ سفحت وجه الحضور الإسرائيلي وأطاحت بأعمدة بقائه المزعوم في الجسم العربي وهي أعمدة قد كلَّفت الكيان الكثير، لا بل كلَّفت داعميه ما لا يقلُّ عن فاتورة الحرب على سورية التي أدارتها القيادة السورية لتكون أول مسمار يدقُّ في نعشِ عالمٍ أحادي القطب، ناهيك عما نال ترسانة حلفِ العدوِّ العسكرية في كل الجبهات المقاومة من خزي وعار وفشل ومذلة وصولاً إلى الفشلِ الذريع أمام "الوعد الصادق" الإيراني!!.
والعدو هاهنا بعد تخبطات في التصريحات وعناوين نارية لبعض قادته في الرد السريع والموجع يذهب لأول مرة إلى التخطيط الاستراتيجي في الحرب الوجودية التي يعيشها؛ فتتبعوا هاهنا ما اقترحه كلٌّ من بيني غانتس وغادي آيزنكوت حول ضرورة الرد فورًا على الهجوم الإيراني، وماصرح به غانتس أنه "كلما تأخرت إسرائيل في ردها على هجوم إيران، زادت صعوبة حشد الدعم الدولي لمثل هذا الهجو "، ثم إعلان العدو عن يومين للرد ثم موعد الرد الذي تقرر يوم: (الاثنين ١٥.٤.٢٠٢٤).
كل هذا تبدد أمام خِيار يقول بانتظار إنضاج الظروف لكي يكون الرد مؤثراً ويؤتي نتائجه المرجوة بالنسبة للعدو، فنجد عضو مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس نفسَه يبتلع تصريحاته السابقة ويعلن أن "إسرائيل ما تزال تدرس ردها وستحدد الثمن الذي ستدفعه إيران بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا".
وذلك بعد أن دعا رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو زعماءَ المعارضة – يائير لابيد وأفيغدور ليبرمان وجدعون ساعر _ إلى مؤتمر أمني غير عادي في كيريا في "تل أبيب"، وقرر تأجيل الإحاطة الأمنية مع قادة المعارضة حول التوتر مع إيران بحجة ضغط جدول أعماله، الأمر الذي قرأه البعض أنه يمثّل حال التخبط الإسرائيلية في التوصل إلى اتفاق حول رد يستهدف الجمهورية الإسلامية.
وقد كان في الحقيقة ووفق تتبع المسارات السياسية والعسكرية التي يسلكها حلف العدو إعلاناً عن اتخاذ المنحى الاستراتيجي في التخطيط للرد على المرحلة الجديدة التي افتتحها المحور في سابع شهور الطوفان من جهة وعلى تعاظم "الخطر الإيراني" الذي بلغ الدائرة العالمية في منازلة العالم الجديد وفق ماينم عنه تصريح بايدن عن القطب الجديد الذي ينازل القطب الأحادي، والذي اضطر مرغما أن يعترف بأن إيران هي ثالثتُه بعد أن كان يقول بأنها تدعمه وتزوده بالسلاح فقط!!.
وهذا الانتقالُ في التخطيط يتبدَّى لمن يتابع ما يجري في المنطقة والعالم من حراكٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ من خلالٍ ما يمكنُ تبويبُه في ستةِ اتجاهاتٍ أو عناوين يعمل عليها العدوُّ من جهة وتردُ عنها بعضُ التقاريرِ من هنا وهناك من جهة ثانية.
سداسيةُ العدو مخطط متكامل للرد!.
لم يكن تأجيلُ نتنياهو نتائجَ اجتماعه الأمني الموسع الذي استدعى كلَّ الطاقات الصهيونية ممتدة من تل أبيب إلى واشنطن سواءً بالحضور الشخصي أو الافتراضي ووصولاً إلى مشاركة الدولة العميقة القائدة، سوى لوضعِ وترتيب أضلاعٍ ستة تتوافق وعقيدةَ النجمة السداسية وفق الرؤيةِ الصهيونية لمخطط متماسك استراتيجي في نظر العدو، محدداته أو أضلاعه الستة هي التالية:
١ _ الضلع الأول :
استواء الجبهة الأمريكية الداعمة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري لأول مرة في الطوفان على موقف واحد مؤيد على بياض لإسرائيل برفقة الغرب الجماعي والتوافقُ على ميزانيةٍ واحدةٍ بملياراتِ الدولارات لدعم الكيانِ على الملأ وما خفيَ أعظم:
وهو ما يؤكد أن الدولة العميقة التي تقود أمريكا والغرب قد استشعرت حجم الخطر الذي لا يتهدد وجود إسرائيل فقط بل حضورَ السيطرة الأمريكية التي سادت زماناً طويلاً مما جعلها _أي الدولة العميقة _ تقرر سحب عملائها الذين جعلتهم ينخرطون في مشهد انشقاق البيوت الدبلوماسية في أمريكا والغرب من أجل اقتناصِ اللحظة المناسبةِ و ضرب هذا الشرخِ الحاصل في دائرة القرار السياسي الذي كان على كبد إثم واحد طوال قرون، فوجدنا فجأة أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين تنافسا على الانتخابات المحتدمة بينهما باستخدام الورقة الفلسطينية بين ملوّح بنصرة أحقيتها ورافضٍ لسياسة محوها وإبادتها _ ولو بالمواربةِ حولَ ما يسمى "حل الدولتين "ورفض الدعم المفتوح لإسرائيل فيما تقوم به_ وبين صارخ بأنها إرهابية تهدد الوجود الإسرائيلي المسكين الذين عانى آثار النازية لعقود!..
وجدنا هذين فجأة قد جب" الخطر الإيراني" خلافاتِهما المُدّعاة ،وعادوا ليظهروا حقيقتهم ، وقد عبر عن ذلك زعيما الأغلبية في كلا الحزبين:
ستيف سكاليس، زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس النواب والذي صرح بأنه "على ضوء الهجوم غير المبرَّر من إيران على إسرائيل، سوف يغير مجلس النواب جدوله التشريعي للأسبوع المقبل، وينظر في تشريع يدعم حليفتنا إسرائيل ويحاسب إيران ووكلاءها الإرهابيين".
وزعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر الذي أعلن أنه "فيما تتعرض إسرائيل لهجوم من إيران، نحن نقف مع إسرائيل وشعبها، وسوف تقوم الولايات المتحدة بما بوسعها لدعم دفاعات إسرائيل ضد إيران".
دور تقف وراءه الدولة العميقة التي تصوغ سياساتِ أمريكا والغرب على المدَيَين القريب والاستراتيجي وكانت غاية هذا الدور التمثيلي سابقاً أن تخلِقَ الدولةُ العميقة في أمريكا خطاً سياسياً يبدو أقلَّ جرائميةً من سابِقه وأقلَّ تطرفاً في سياسته حيال فلسطين ويقفَ على مسافةٍ واحدةٍ من "كلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي" كما يسوِّقُ لذلكَ طوال عقود مسارُ أوسلو الآثم والذي التفَّ حولَه غيرُ قليلٍ من العرب وضلَّل كثيرينَ من قادتِهم وجعلهم ينفكُّون عن مسار المقاومةِ الطريقِ الوحيدِ لكسرِ قيودِ الاحتلالِ عن أرضِنا.
وهو ما كان سيكون معادِلاً بديلاً للحوارِ مع بعضِ العربِ الذين انكفأوا عن مسار "التطبيعِ" مع العدو بفعل ما جرى بعد الطوفان المبارك، وكان هذا المسار السياسي الذي يُرفَعُ على شعاراتٍ قد تكون مازالت محلَّ قبولٍ لدى بعضِ العرب من شأنِه أن يمنحَ العميقةَ فرصةً لعودةِ الحديث بالتطبيع وبالتالي فرصةً لإطالةِ عمرِ الكيان ريثما تجدُ الدولةُ العميقةُ حلاً يرأبُ الصدوعَ التي خلَّفها الطوفان.
ولم يعد خافياً أن إحدى مهامِ هذا المسارِ لاحقاً هو أن يطيحَ بالجبهة الجديدة الصاعدة التي بدأت تتشكل حقيقة في أمريكا والغرب جراء انكشاف الحقيقة الصهيونية المجرمة من جهة وفشل السياسات المتبعة سابقاً والتي لم تجلب لأمريكا والغرب سوى الهزائم والفشل العسكري والاقتصادي من جهة ثانية وهذه لا تنفصلُ عن بقيةِ الجبهات التي تحتربُ في العالمِ مع أمريكا والناتو وأهمها الجبهة الروسية –الأوكرانية الناتوية.
إذن قررتِ الدولة العميقة أن تسحب مخططاً مهماً لها على المدار الاستراتيجي العالمي إلى الساحة الاستراتيجية الصهيونية، وهي هاهنا قد وقعت في فخّ ديناميكي نقلها من الاستراتيجي حقاً إلى ساحةٍ من الصراع واضحٍ فيها أن اليد العليا هي تلك التي تضرب رأس العدو بِعصا المقاومة كلما حاول أن يطاول عنقه أو أن ينصب قامته من جديد، وهي ساحةٌ خيوطُها بيدِ قادةِ المقاومة تُراكمُ الإنجازَ بالنقاطِ وفقَ تراكميةٍ زمنيةٍ حيناً مع نسقٍ عسكريٍّ وسياسي يلازُمها، ووفقَ استحقاقٍ نوعيٍّ عملياتيٍّ كالذي حدث تراتبياً:
منذُ السابعِ من أوكتوبر
ثم دخولِ جبهةِ جنوبِ لبنان بتطور مضطرد جعل الأمريكي لا يتركُ وسيلةً في محاولةِ إخراجِ حزب الله من ساحةِ الصِّراع عبثاً.
ليُفاجَأ بأنَّ العراقيَّ خطرٌ جديدٌ لا يقلُّ إيلاماً عمن سواه لدرجةِ أنه شكَّل النواةَ الأولى لخروجِ الأمريكيِّ من المنطقة وهو ما يطيحُ بآمالٍ عريضةٍ في تأمينِ مدِّ الجسور الاقتصادية في المنطقة والتي تُغطي حقيقةً جسوراً عسكريةً هدفُها العميقُ إتمامُ المشروعِ الصهيونيِّ "حدودكِ يا إسرائيل من الفراتِ إلى النيل".
ثم الحضور اليمنيُّ الجليلُ والمهيبُ الذي حبَسَ مرَجَ البحرينِ عن الكيانِ وداعميه وقال للأمن القومي الأمريكيِّ هذه البحارُ بحارُنا وهذه الأرضُ أمنُنا نحن ورياحُنا لن تجري بما تشتهي السفنُ والبوارجُ والفرقاطاتُ المعادية وليعبِّرَ لاحقاً عن أن المحيطاتِ حتى هي ضمن الأمن القومي لقضيتِنا العربية المحقةِ..
فإلى أيِّ ساحةٍ استدعتِ الدولةُ العميقةُ واحدةً من مخططاتِها المهمة والتي كان يمكن أن تشكِّلَ عبئاً يحتاجُ جهداً كبيراً لتفكيكِه وهزيمتِه لاحقاً من قبل محور المقاومةِ وحلفائه؟!.
الحقيقةُ هي أن هذا الاستدعاءَ لاحتياطيِّ المخططاتِ العالمية إلى جبهتنا، وهذه الانسحابيةُ من البعيدِ الاستراتيجيِّ إلى قصيرِ النظرِ الذي مازالَ يراهنُ على الصهيونيِّ في أرضنِا تشي وتؤكد أن الدولة العميقة القائدة تعاني هي ذاتها في التعامل مع المأزق الذي يحوط الكيانَ الخائفَ المردوع ويورط أمريكا والغرب بالمزيد من الهزائم في مصيدةِ غزَّة العظيمة وجبهاتها، وهذا الواقعُ على رأس العميقة هو ما سيستفيد منه المحور بل والقطب الجديد الصاعد بثلاثيته "إيران وروسيا والصين" في منازلة العالم الجديد!
٢ _ الضلع الثاني:
تصافح يمين ويسار العدو الصهيوني على طاولة الإسعافِ التشاوريّة ، ودراسة الرد الإسرائيلي على إيران:
وكلُّهم كِيان غاصبٌ متطرف سواء تيمّنوا أو تيسّروا وهو ما يؤكد ما كنا نقوله عن كون عقدة الحرب لا تكمن في شخص نتنياهو بل هو في الحقيقة الأكثر جدارة في نظر الحلف المعادي لتمثيل الصهيونية العميقة التي تقود الحلف المعادي كله!.
فهل يخفى على أحد ها هنا بأن العدو قد ورّط نفسَه أكثر وسلّمَ بالمجّان ورقةً كان يمكن أن يعتمد عليها كمخرجٍ مشهَدي من مأزقه الحالي؟.
هذه الورقة هي نتنياهو نفسه الذي راوح العدو به بين تأييدٍ وتأنيب طوال ستةِ أشهرٍ من الحرب مما جعله شمّاعةً كان يمكن أن يعلّق عليها العدو في تل أبيب وواشنطن صيغةَ انسحابِه من حربِ الأوحالِ المتحركة التي تغرقه في المواجهة الخاسرة مع محور المقاومة.
أما الآن وقد تصافحت يمين العدو مع يساره على طاولة الحرب ذاتها وأظهرت للعالم كله أن كل مافي هذا الكيان ينبع وينمو ويتجسد في عقيدة واحدة ونهج واحد فأنّى للعدو أن يجد لنفسه مخرجاً بعد أن أغلق الباب الوحيد وحرق الجسر الأخير للعودة الذي كان يمكن أن يمنحه فرصةَ تأخير هزيمته الكبرى إلى جولة لاحقة؟!.
وهذا ضلع حيث يظن العدو أنه يزيد تماسكه فإنه يهشم له أطراف الحلول ويكبّلُه في قيدِ الخيار المر الوحيد الذي لا رجعة عنه وهو "المنازلة الأخيرة"!.
وحيثُ كان يائير لابيد يحضِّرُ نفسَه شخصيةً "اعتداليةً" قد تصلُحُ لإتمامِ المشهدِ التميلثيليِّ المعتدل في واشنطن والمنوطِ به نسجُ نسقٍ يعيدُ سياقاتِ المنطقةِ والعالم إلى ما قبلَ طوفانِ الأقصى، فقد حضرَ الاجتماعَ الأمنيَّ الموسَّعَ لإنقاذِ "إسرائيل" من تداعياتِ الهجومِ الإيرانيِّ المُحكَم مع لفيفٍ معارضٍ لبّى نداءَ نتنياهو المستعجَل بإيعازِ الصهيونيةِ العالمية، وهو ما من شأنِه أن يفضَح هذا الكيانَ بكليَّتِه ويساهمَ أكثر في بلورةِ واقعٍ جديدٍ يتوازى مع هذه الحقائقِ التي عرَّاها طوفانُ الأقصى ويديرُ نتائجَها السياسيةَ قادةُ محورِ المقاومة ببراعةٍ وهدوء.
٣_ الضلع الثالث:
إعادة تموضع القوات الصهيونية توافقاً مع مخطط عسكري عنوانه " رفح أولا ثم جنوب لبنان":
سياسياً:
مجمل التصريحات والتقارير التي تتبع القطب الخفية في معركة رفح تخلُصُ إلى أن هذه المعركة هي مفصل استراتيجيٌّ بنظرِ العدو وقد جرى الإعدادُ لها على مهل قياساً بسرعةِ إلحاقِ التصريحات بالتحركاتِ العسكرية الميدانيةِ السابقة للعدو سواءٌ في قطاعِ غزة الشمالي والأوسط أو حتى في جبهة جنوبِ لبنان شمال فلسطين وكذلك في الداخلِ الفلسطيني المحتل والضفة الغربية التي استرعت استنفارَ العدوِّ لها مبكراً وسريعاً، فالعدوُّ يعتمد على معركةِ رفح لتحقيقِ جزء مهم من أهدافِه التي أعلن عنها في عمليته في غزة وهذا الجزء هو تهجير الفلسطينيين من القطاع والذي سيعني بدوره تمكُّنَ العدو من الحديث عن هزيمةِ المقاومة الفلسطينية ولو إعلامياً أمام مشهد للنزوح قد يجري إعدادُه ولو ببضع خيمٍ هنا أو هناك تستنفرُ لها آلة إعلامية ضخمة حاضرة لتهويل المشهد.
ويركز العدو في فارقيّةِ رفح على كون الجغرافيا فيها متصلة بالجانب المصري الذي تربطه به " كامب ديفيد" والتي ستلزمُ الأخير على اتخاذِ الإجراءات التي تدور في فلك الاتفاقية لا تلك التي تدور في فلك عروبةِ مصرَ بل ومصالحها الوطنية في الاعتبار الأول كما يرى العدوّ.
ويؤكد هذه الركيزة لدى العدو ما نقله موقع أكسيوس الأمريكي نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين عن أن "تل أبيب" أبلغت القاهرة مؤخراً خلالَ جهودِها لعودةِ المفاوضات التي تلعبُ دوراً وسيطاً فيها استعدادَها لمنح "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس بخصوص المفاوضات وإطلاق سراح الأسرى قبل المضي قدماً في اجتياح رفح.
وأيَّاً يكنِ الدورُ الذي يعوِّلُ عليه الكيانُ من مصرَ في معركةِ رفح لكي يثقَ بتحقيقِ أهدافِه، فإنَّه يقَعُ تحت مجهرِ أسئلةٍ منطقيةٍ فرضَها واقعُ الطوفانِ من جهة ويستدعيها العمقُ العربيُّ في دولةِ جيشِ الإقليمِ الجنوبيِّ من جهةٍ ثانية "وهذه الثانية معنيَّةٌ بدقة":
هل يستوي لدى عاقلٍ أن جهةً ما قد تورِّطُ نفسَها بمساندةِ ضعيفٍ تتوالى عليه الهزائمُ العسكريةُ والسياسيةُ والاقتصاديةُ هو وكل من يدعمُه، بعد أن كانَ يعدُ الدُّولَ التي تحالفَ معها بأنه هو "أي الكيان" بوابةُ هذه الدّول للسلامِ والاستقرارِ السياسيِّ والاقتصادي؟!!.
ألا يجدُ هذا العدوُّ الغبيُّ والأحمق أن دولَ التسوياتِ معه تقفُ في أقل تقدير تتفرَّجُ عليه وهو يُهزم وينالُ الضربات، ملتزمةً الحيادَ في مساحاتٍ زمنيةٍ من الحرب ومعلنةً إدانتَه على جرائمه ووحشيتِه في محطاتٍ أخرى _حتى ولو كان هذا لا يكفي للتعبيرِ عن العروبةِ والمناصرةِ للقضية ولكنَّه على الأقل يسلبُ العدوَّ تحالفاتِه_ وهو ما أثنت عليه المقاومةُ الفلسطينيةُ في غيرِ مرة ودعت إلى البناءِ عليه والانطلاقِ منه نحو ما هو أكثر تقدماً وأهمية؟!.
هل يعتقدُ الكيانُ وداعموه أن مصرَ بإمكانِها أن تُضحيَ بكلِّ شيء مقابلَ لا شيء؟! بل مقابلَ خساراتِ مدويةٍ وعارٍ لن يغسلَه شيء؟!.
وأخيراً.. هل حقاً هو واثقٌ هذا العدوُّ من أنَّ ما فعلَه بجهدٍ جهيدٍ طوال العقودِ الماضيةِ قد استطاع النيلَ من جيش الإقليمِ الجنوبيِّ ومكَّن العدو من أن يجعل هذا الجيش العروبيَّ المخلصَ رهنَ الأموال والأدوارِ التي وزَّعها هنا وهناك؟!.
هل يعرفُ العدوُّ نفسُه حجمَ الاختراقاتِ التي تنهشَ فيه من الداخلِ بفعلِ مُجنَّدينَ لصالحِ ذلك أو قابضينَ لقاءَه حتى يثقَ إلى هذا الحدِّ بأنه اخترقَ تشكيلةَ جيشِ عربيٍّ له تاريخُه وعقيدتُه التي عبَّرَ عنها يوماً قبل الطوفان الشهيد المصري العظيم محمد صلاح، وعبَّر عنها في الطوفان جنودٌ في الجيشِ المصري هاجموا الصهاينة واخترقوا الحدود في حادثةٍ استدعت الاستنفارَ البريَّ والجويَّ للكيان ولاحقاً الاستنفارَ الإعلامي الذي ادّعى بأن هؤلاء الأبطال هم مجموعةٌ من المهربين ونام الإعلام بكليته عن الحادثة التي استنفرت الكيان كله!!!.
أما عسكرياً:
فقد كان العدو بدأ بجس نبض جبهة جنوب لبنان في حال ذهب إلى رفح وذلك من خلال استهداف العمق الاستراتيجي للبنان وهو سورية ولم ينجح في فهم ما يمكن أن تقوم به سورية في المعركة حتى تورط في استهداف القنصلية الإيرانية ليجد نفسه أمام منقلب آخر جعله يعيد كل حساباته!.
ولكن الصهيوني الذي انتبه إلى فرصة التأييد الأمريكي الغربي له بعد "الوعد الصادق" قد انتهز هذا الظرف ليعمق أهدافه ويدعمها أكثر بإعداد تموضعاته العسكرية باتجاه رفح أولا ًوليترك جنوب لبنان وسورية للأمريكي في الجبهة العسكرية ثانياً.
إذ تشير التقارير الواردة عن تحركات آلية العدو العسكرية في القطاع إلى فراغات استراتيجية ناتجة عن غياب ألوية واستبدال أخرى ،وهذه الفراغات في الحقيقة كنا أسميناها سابقا "إعادة تموضع القوات" فكل ما اختفى وغاب وتبدل تم الزج به منطقيا باتجاه رفح.
وفيما يلي أمثلة عن بعض التحركات للترسانة العسكرية الصهيونية:
_ منطقتا العمليات الشمالية والوسطى:
رغم استمرار وجود الفرقة 162 في وسط غزة، فإن معظم الانتشار في منطقة مسؤولية هذه الفرقة بات استعداده لا يتعدى الكتائب دون الألوية فالجهد الأساسي والانتشار القتالي في المنطقة الممتدة من جحر الديك شرقاً إلى شارع الرشيد غرباً يتركز على الكتائب التي تتوزع على نقاط معينة في هذين القسمين من القطاع .
_منطقة العمليات الجنوبية:
لا يوجد أي إنتشار للعدو في منطقة العمليات الجنوبية في محافظتي خان يونس ورفح أو مقابلهما على السياج، حيث أبعدت قيادة المنطقة الشمالية كل الألوية والاستعدادات التابعة للفرقتين 98 و 99 و 252 أو التابعة للأركان العامة إلى منطقة تبعد أكثر من 20 كيلومتر داخل الاراضي المحتلة.
_ (المحور الجنوبي) خان يونس – عبسان الكبيرة - بني سهيلا - القرارة – الزنة - الفخاري:
لا يوجد أي قوات للعدو منذ أكثر من ثلاثة أسابيع ولا يوجد أيضاً اي اشتباك او عمليات في هذا المحور.
_ (المحور الجنوبي) محافظة رفح _ خط فلاديلفيا:
وهنا فعلى الرغم من أن العدو ما زال ينفذ ضربات مدفعية أرضية وبحرية وأحزمة نارية جوية على أكثر من نقطة في رفح فإنه لا يوجد بعد أي استعداد مناسب وكافٍ لتنفيذ عملية برية في محافظة رفح.
وها هنا نقع على أمور مهمة وهي:
أن إبعاد القوات إياها ٢٠ كيلومترا داخل الأراضي المحتلة ولمدة تكاد تقارب الشهر هو تكتيكٌ يؤمّن للعدو غيابها عن أعين الرصد لتتنقل إلى وجهتها المرادة وتشير الترشيحاتُ الميدانية إلى أن العدو سيدعِّمُ من خلال هذه الألوية التي غابت عن جزئي القطاع الشمالي والأوسط جبهاتٍ أخرى، تقعُ رفح وجنوبُ ولبنان وحتى "تل أبيب" ضمن الإعدادِ العسكري بين الهجوم والدفاع في المخطط القادم.
ظهور أعلام "قسد" على بيوت أهل غزة المدمرة يعني أن أعلام داعش التي تقاتل في الأنفاق غالبا قد تم استدعاؤها إلى الإسناد في رفح؛ فحيث تغيب القوات على البرّ فوق الأرض في رفح تشير قراءات عميقة مع بعض الإشارات والاستدلالات المنطقية إلى أن العدو يعدّ مع شركائه الأصلاء من الجيوش الإرهابية التي زج بها إلى سورية والعراق لمعركة رفح غير تقليدية "أي تحت الأرض" من جهة ثانية.
وقد بدأت الترسانة الأمريكية تتموضع في المتوسط مفصحة عن نفسها بوصول بارجة قبالة سواحل غزة تتلطى بالرصيف الإنساني المؤقت والذي كاشفنا حقيقة بنائه الإسعافي لصالح الكيان عسكريا لا لصالح أهل غزة إنسانيا كما ادعى رأس الشيطان، وهذه ستلحق بها أخواتها الآثمات فوق الماء وتحته وفي أعماقه وقد بدأ ذلك حقا باستدعاء حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" والمدمرة "يو إس إس غريفلي"، من البحرالأحمر إلى شرق البحر الأبيض المتوسط.
ويؤمن الأمريكي برأيه على هذا الحضور متغاضياً عن قدراتِ جبهةِ جنوب لبنان التي لم تُفصحُ بعدُ سوى عن طلائعِ قدراتِها في المعركة، هذه الطلائعُ كانت كفيلة بأن يجثو الأمريكيُّ على ركبتيهِ تارةً من أجل أن يخرجُ حزبُ الله من المعركة، وأن يقدمَ سائرَ عروضهِ "المغرية" تارةً أخرى، وأن يستخدمَ كل أشكالِ التهديدِ تارةً من دون أي جدوى مع حزبٍ يؤمنُ من قيادتِه إلى أصغرٍ طفلٍ من عيالِه أن الطريقَ إلى لقاءِ الله لابدَّ تمرُّ بالقدسِ الشريف، فترى الأطفالَ والنساءَ والشيوخَ فيه يقدمون الشهداءَ وهم باسمونَ يدعونَ الحقَّ أن يتقبَّلَهم على طريق القدس.
ومتغاضياً كذلك عن مخاطر استهداف المقاومة العراقية التي تكفّلت بالمتوسط من خلال حبكة جاء بها صهيوني أنقرة إلى بغداد!.
وهنا الضلع الرابع!.
٤- الضلع الرابع:
* عزيزي القارئ *
لقد قمنا بتحديث نظام التعليقات على موقعنا، ونأمل أن ينال إعجابكم. لكتابة التعليقات يجب أولا التسجيل عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي أو عن طريق خدمة البريد الإلكتروني
صامدون للأبد
صامدون للأبد موقع إعلامي شامل , نسعى من خلاله للنهوض بالمشهد الإعلامي والثقافي في وطننا العربي وفي جميع القضايا الحياتية ، كما نسعى الى تقديم كل ماهو جديد بصدق ومهنية ، تهمنا آراؤكم واقتراحاتكم ، ونسعد بمعرفتها ، كونوا دائما معنا كونوا مع الحدث . تنويه : تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع صامدون للأبد بحق حذف أي تعليق في أي وقت , ولأي سبب كان , ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ,او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة الأنباء عشتار برس الإخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. رئيس التحرير د:حسن نعيم إبراهيم.